[color=indigo][color:acab=indigo:acab]
خوة والأخوات الأفاضل أحبتى فى الله
بفضل الله عدت والعود احمد والحمدلله علي نعمته وفضله علينــا
باسمك نحيا ربنا و علي خطي الحبيب نسير معا ...
لنلقي الاحبة فى جنان الخلد يوم الدين إن شاء العزيز الحكيم
وبفضل الله استكمل معكم المذاكرات الايمانيه
ولكن انا اول يوم راجع وليس عندى شئ معين اكتبه ولكن فكرت اننى لسه راجع من رحله علاج
والله سبحانه وتعالى انعم على برحمته ورجعت لكم مره اخرى
ففكرت ان اكتب عن اسم الله الرحمن الرحيم والفرق بينهما؟
(1) معنى اسم الله الرحمن الرحيم، والفرق بين الاسمين:
الرحمة هى عطف يقتضي احسان على المخلوق بم يسعده ويُصلحه،
أقرب قول للعلماء هو: شئ بسيط أن الرحمن ذو الرحمة العامة والشاملة لكل ما هو مخلوق في هذا الكون " قُلْ مَن يَكْلَؤُكُم بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ مِنَ الرَّحْمَنِ..."(الأنبياء: 42).
لكن الرحيم رحمه خاصة للمؤمنين
"... وَكَانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيماً" (الأحزاب: 43). أهل الجنة بعد أن يدخلوها يُقال لهم "سَلَامٌ قَوْلاً مِن رَّبٍّ رَّحِيمٍ" (يس: 58).
التوبة رحمة خاصة؛ لأنها عودة إلى الله تبارك وتعالى ولذلك تجد كثيراً في القرآن الكريم "...إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ"(التوبة: 104).
أن تأكل وتشرب وتتمتع بحياتك هذه رحمة من الله تبارك وتعالى وأن تعبد الله في رمضان هذه رحمة خاصة من الله..
نحن نتكلم عن رحمتين رحمة عامة ورحمة خاصة: انظر إلى هذه الآية
"...وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ فَسَأَكْتُبُهَا لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ..." (الأعراف: 156)، فلقد جمعت بين الرحمن "وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ" رحمة عامة.. وبين الرحيم " فَسَأَكْتُبُهَا لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ" رحمة خاصة
(2) كيف نفرح ونعيش مع اسم الله الرحمن الرحيم؟
¤ هذه الفرحة مع الكون منذ البداية ومع كل المخلوقات وحتى النهاية. فلنبدأ من البداية..
إن الله يوم خلق السماوات والأرض كتب كتاباً فهو عنده فوق العرش "إن رحمتي سبقت غضبي"،
يقول ابن القيم تعليقاً على المعنى السابق: صفة الرحمة هى الأصل، فإنه سبحانه لا يكون إلا رحيماً، ورحمته من لوازم ذاته كعلمه وقدرته وسمعه وبصره وإحسانه فيستحيل أن يكون غير ذلك، فهو دائماً رحيماً وليس دائماً غاضباً،
ويقول الحديث: " إن ربي غضب اليوم غضباً لم يغضب قبل مثله ولم يغضب بعده مثله"، ويقول ابن القيم: لكن الله يقول: " ... وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ..."( الأعراف: 156)،
ويقول: "...كَتَبَ عَلَى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ..." (الأنعام: 12) ولم يكتب على نفسه الغضب.
وسع كل شيء رحمةً وعلماً ولم يسع كل شئ غضباً وإنتقاماً؛
لذلك الرحمة كانت أحب إليه من العذاب والعفو أحب إليه من الإنتقام.
لذلك عندما ندعوا نقول: اللهم ارحمنا فإنك بنا راحم، ولا تعذبنا فإنك علينا قادر. يقول تعالى: "وَلَوْلَا كَلِمَةٌ سَبَقَتْ مِن رَّبِّكَ لَكَانَ لِزَاماً وَأَجَلٌ مُسَمًّى" (طه: 129).. لزاماً هو وقوع العذاب.. لكن ما هى هذه الكلمة؟ إن رحمتي سبقت غضبي.
حديث جميل يرويه الترمذي: " لما خلق الله آدم دخلت الروح من رأس آدم، فلما دخلت من رأسه عطس فقالت له الملائكة: قل الحمد لله. فقال: الحمد لله. فقال له الله: يرحمك ربك "، وهى أول كلمة قالها الله تعالى لآدم.
يقول النبي صلى الله عليه وسلم في حديث أخر:
"إن الله خلق يوم خلق السماوات والأرض مائة رحمة، كل رحمة كطِباق ما بين السماء والأرض، أنزل منها إلى الأرض رحمه واحدة فبها يتراحم الخلائق حتى ترفع الدابة حافرها عن ولدها خشية أن تصيبه من هذه الرحمة- فكيف تكون إذاً الـ 99 رحمة؟؟- فإذا كان يوم القيامة ضم الله هذه الرحمة إلى الـ 99 ثم بسطها على خلقه، فلا يهلك يومها إلا هالك، حتى أن إبليس ليتطاول أن تدركه رحمة الله عز وجل". الله تعالى افتتح الكون بالرحمة، وافتتح خلق آدم بالرحمة، وافتتح القرآن بالرحمة، وافتتح كل سور القرآن بالرحمة.. ونَهى الخلق بالرحمة.. !!
النبي صلى الله عليه وسلم يقول: " ليس منكم من أحد يدخل الجنة بعمله. قالوا: ولا أنت يا رسول الله؟ قال: ولا أنا إلا أن يتغمدني الله برحمته".
سمى الله الجنة بالرحمة "وَأَمَّا الَّذِينَ ابْيَضَّتْ وُجُوهُهُمْ فَفِي رَحْمَةِ اللّهِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ"(آل عمران: 107). وفي الحديث: " أنتِ رحمتي أرحم بكِ من أشاء من عبادي".
من الأثر أن يأتي رجل يوم القيامة فيُقال: زنوا حسناته وسيئاته، فترجح سيئاته فيقول من يقرضني حسنة واحدة؛ لأدخل بها الجنة؟ فيذهب لأمه وإخوانه وأصدقائه كلهم يقولون: نفسي نفسي، فيمر برجل عنده جبال من السيئات وحسنة واحدة فيقول له الرجل: خذ هذه الحسنة.. فيفرح.. فيقول الله تبارك وتعالى للذي أعطى الحسنة: لست أرحم به مني وأنا أرحم الراحمين، إدخلا كلاكما إلى الجنة.